قضاء زاخو، محافظة دهوك

زاخو
مركز قضاء زاخو في محافظة دهوك ويبعد عن الموصل زهاء (114) كم بطريق معبد وعن دهوك حوالي (40)كيلوامتر وكان القضاء يتبع محافظة الموصل سابقاً , , تتبع زاخو النواحي : السليفاني والسندى والـگلي , مجموع نفوس القضاء واهم محلاتها : كندك, النصاري , محلة القصابين , شمدين , الكوات , السوق , الحسينية ومحلة الركاوه ,
تقع مدينة زاخوا على نهر خابور على الحدود التركية العراقية , وقبيل الوصول الى زاخو بعشر كيلومترات يعبر طريق الجبل (بيخر ـ الجبل الذي لا يرتج منه الخير ) في ممر ضيق يعرف بممر زاخو , ثم ينحدر بعد ذلك الى سهل يعرف بسهل السندي , ورد في المرشد ان مدينة زاخو لا يعرف تاريخها بالضبط الا ان المرجع انها نشأت في الموضع الذي كانت في مدينة الحسينية التي ذكرها غير واحد من البلدانيين العرب , فقد ذكر المقدسي ( القرن العاشر للميلاد ) ان الحسبنية تبعد مسيرة يوم واحد , واقعة في الجانب المقابل في وادي خابور والمحتمل ان (زنيفون) اقائد اليوناني عند تراجعه مع الجنود الاغريق من العراق قد مر بهذا الموضع وذكر قوم الكردوشي الكرودخى اي الكرد في الجبال الكثيرة القريبة من منطقة زاخو , كما لا يعلم اصل اسم زاخو ومعناه اهو (ارامى) من (زاخوتا) اي الغلبة والظفر او من المحتمل ان اسم زاخو يعود الى اسم قوم ذكرهم الجغرافي الاغريقي استرابون باسم سكوديوس ومما يدل على قدمها وجود موضع قديم في المدينة اسم (كيسته) وجدت في اثار من العصر الاشوري والبابلي الحديث ,
هناك رأي اخر يفيد ان (زاخاريوس) القائد الاغريقي واحد قادة حمله زنيفون قد حط عصا الترحال اثناء التراجع في موضع بلدة زاخو الحالي وبقي هناك بعض الوقت حيث وضع نواة المدينة التي سميت بأسمه ثم تطور بمرور الزمن الى الاسم الحالي (زاخو) ,

وهناك رأي ثالث يقول ان اشتقاق اسم زاخو اصله من اللغة العربية زكامى في اللغة اليونانية السبعينية زاكخوا وقد جرى على التسمية تحريف ,
اما سبب تحريف الاكراد لها فلانها ثقيلة على السنتهم فهم يلفظون بها الدين بهدينان شمدينان , سكنها اليهود بعد موت الملك بختنصر (نبوخذ نصر) عا , اثر انتشارهم في سائر انحاء العراق , والذي يؤكد ذلك انهم يحسنون اللغة الآرامية العامة ويقول الأب انستاس مارى الكرملي ان معنى كلمة زاخو في العبرية (الغلبة) اي ان زاخو من (زاخوتا) بمعنى النصر , وانني ارجح هذا الرأي لكثرة وروده في المصادر المختلفة ,
هناك من يعتقد ان زاخو وبلدة الحسنيه من اصل واحد الا ان الرأي بعيد عن الواقع ذلك ان بلدة الحسينيه القريبة من زاخو تقع على الجهة الشمالية من زاخو وكما يقول السيد خضر العباسي هي بلدة عظيمة كانت تعد من اهم مدن الجزيرة في العصر العباسي حيث نالت قسطاً من التقدم في العلوم والعمران اما الشخص الذي نسبت اليه فهو الحسن بن عبدالله بن حمدان .
كما ان هناك من يسمى بالجسر زاخوا بالجسر العباسي وفي الوقت الذي يسميه الاكراد القاطنين في المنطقة (پردا ده لال _جسر دلال ) وقد اختلف المؤرخون في زمن نشائه وفي القائم بانشائه .فالمؤرخ (هارتمان) يعتقد بان الرومان هم الذين شيدوا هذا الجسر اما المؤرخ (اسكيف) فيذكران القائد (سولكس ) وهو من رجال الاسكندر هو الذي اقام هذا الجسر اما المؤرخ الكردي الراحل محمد امين زكي فيذهب الى ان اليونان هم الذين اقاموا الجسر في حملتهم بقيادة (زينفون ) والتي مر بالكردستان وبمضيق زاخوا ولذلك في عام 401 قبل الميلاد .و(پردا دلال او جسر ده لال تسمية قديمة شائعة بين الاكراد ويسمونه في احيان اخرى بـ(پردامه زن _ الجسر الكبير ) وفي الفولكلور الكردي تفسير طريف عن سبب تسمية الجسر بـ (پردا ده لال) وباختصار فان من المرجع جداً ان الجسر قد اقيم قبل زمن العباسسين بل وقبل الهجرة والميلاد ومن الاسماء المرتبطة بزاخوا نهر خابور الذي يشق البلدة الى قسمين والذي اقيم فوق الجسر فهناك الخابور الاكبر: من اعظم روافد الفرات وهو يتصل به عند قرقيسية وينبع من جبال الجزيرة الشمالية وهي العروفة عند المؤلفين القدماء باسم ازالةizala وجبل ماسيوس masisus ثم يجري في سهل الجزيرة ويمر بين جبل عبد العزيز وجبل سنجار . وهناك الخابور الاصغر احد روافد دجلة وينبع من الجبال التي في ارمينية وهو يمر بين سلاسل الجبال المعروفة الان باسم جبل هربال (شمالاً) وزاخاطاغ (جنوباً)التني نسبت الى مدينة زاخوا المدونة قديماً باسم ازوخيس azochis ويتصل الخبور بدجلة بين مغارة ومزورة ويطلق عليه الجغرافيون العرب اسم زاخوا الحسينة نسبة الى المدينة التي تحمل هذا الاسم ويقوم فوق النهر في هذا الموضوع جسر الحجر عظيم كان يعد معجزة من معجزات البناء بالحجر ولعل المدينة الحسينة باقية حتى اليوم فيها يعرف بدسكرة حسن اغا .
انني قلت كما ارجع راي اب انستاس ماري الكرملي في تفسيره لمعنة كلمة زاخوا بمعنى الغلبة لانها قريبة من كلمة (زاخ) في الكردية التي تعني القوة والعزم .
يقول الشاعر الكردي (احمد نالبه ند): (جومه زاخوا زاخ مه داخو) اي ذهبت الى زاخوا حيث اشتدت نفسي وقويت .
ينظر: جمال بابان ، اصول اسماء المدن والمواقع العراقية ، ص 138-141.